يُحاول البعض أحياناً أن يُقللوا من شأن المرء وأن يُحطّموا نفسيته، وذلك لكي يُحوّلوا أحلامه وأمانيه ومستقبله وشخصيته إلى شيء لا قيمة له.
إنّ هؤلاء الذين تملأ قلوبهم النوايا السيئة تجاه الآخرين، يُحاولون عن طريق السخرية وبشتّى الوسائل، أن يتسببوا في فشل الإنسان.
هكذا ولأي سبب من الأسباب، تغدو الجهود التي يبذلها الإنسان من أجل تحسين أوضاعه وجعل حياته أكثر سعادة، عُرضة للتهجّم من قِبَل الآخرين.
قد يصبح من الضروري أحياناً أن يُعالج المرء مثل هذا الأمر مباشرة. لكن هناك أيضاً مُعالجة طويلة الأمد نادراً ما تفشل.
والسؤال الآن هو: ما هو الغرض من سلوك مثل هؤلاء الأفراد؟ إنَّ الغرض منه هو التقليل من قيمة ذلك المرء.
فقد يتهيّأ لهم أنّ هذا المرء يُشكّل خطراً عليهم بشكلٍ أو بآخر. إنّهم يعتقدون أنّه إذا نجح شخص ما في الحياة فإنّ هذا الشخص الناجح قد يُشكّل تهديداً لهم. ولهذا فهُم دائماً يبحثون عن طُرق عديدة يستطيعون بها إيقاف وتحطيم مواهب وقدرات الآخرين.
حتى أنَّ بعض االمجانين يفكرون على الشكل التالي: «إذا نجح زيد مثلاً، فإنَّه يُمكن أن يُشكّل خطراً عَلَي، لهذا يجب أن أقوم بكل وسيلة لأجعله أقلّ نجاحاً.» لم يمر مُطلقاً بخاطر هؤلاء، أنَّ مثل هذا السلوك قد يجعل من زيد عدواً بالرّغم من أنَّه لم يكُن عدواً لهم من قبل. وربما كانت طريقتهم هذه هي من أكثر الطُّرق انحداراً باتجاه هاوية المشاكل. ومن هؤلاء من يقومون بذلك بدافع التحيّز المُسبق، أو لأنهم "لا يحبون ذلك الشخص."
مهما كانت الطُّرق التي يعتمدها مثل هؤلاء، فإنَّ هدفهم الحقيقي هو التقليل من قيمة الآخرين، والعمل على التسبّب في فشلهم.
العلاج الفعّال لمثل هذا النوع من الناس، والطريق المثالي لإيقافهم، هو الاستمرار في الازدهار والنجاح.
صحيح أنَّ هؤلاء الناس قد يصبحون أكثر تعنُّتاً، وقد يبدأون في الإساءة بكل الوسائل عندما يرون أنَّ الآخرين مستمرين في النجاح والتفوق في الحياة. في هذه الحالة يجب أن تعمل ما في طاقتك لمعالجة الوضع إذا وجب عليك، ولكن لا يجب عليك مُطلقاً أن تتوقّف عن مسيرة الازدهار والنجاح، لأنَّ التوقّف عن النجاح هو بالضبط ما يُريدونك أن تصِل إليه.
إذاً ما عليك إلّا أن تزداد ازدهاراً ونجاحاً بإستمرار، لأنّهم سوف يملّون حينذاك من مهاجمتك، وبالتالي فإنّهم سيستسلمون ويكفّون عن التّعرُّض لك نهائياً.
إذا كانت الأهداف والأماني التي تتطلّع إليها في هذه الحياة، هي أهداف جديرة بالسعي والمثابرة، وإذا وجّهت اهتمامك للقِيَم الأخلاقية والإنسانية التي جاءت في هذا الكتاب، وإذا سَعيت لكي تنجح وتزدهر، فإنّك من المؤكّد سوف تنتصر. وذلك من دون أن تمس شعرة واحدة من رؤوسهم.
وهذہ هي أمنيتي لك:
ازدهر وانجح!